القدرة على الوصول إلى أشخاص في أي مكان بالعالم واستقطابهم للعمل في شركتك، تعني نجاحك في بناء فريق متنوع وديناميكي قادر على أداء مهامه بكفاءة، والمساهمة الفعالة في تطوير أعمالك.
ومع توافر إمكانية الوصول إلى الخبرات المناسبة، يبقى السؤال: كيف تجذب هذه المواهب لتعمل في شركتك وسط المنافسة الشديدة عليها؟ هذا ما نستعرضه في هذا المقال من خلال أبرز الممارسات التي تعتمدها الشركات الناجحة في بناء فرق عمل عن بُعد عالية الأداء.
تنوع الخلفيات والثقافات داخل الفريق يمنحك نافذة على أسواق جديدة. فالأعضاء القادمون من دول مختلفة يقدمون رؤى دقيقة حول تفضيلات العملاء المحليين والفروق الثقافية الجوهرية، مما يساعدك على تخصيص منتجاتك أو خدماتك بنجاح عند دخول أسواق جديدة.
كما يتيح لك توزيع الفريق عبر مناطق زمنية متعددة استمرارية العمل على مدار الساعة، ما ينعكس على سرعة الاستجابة لاحتياجات عملائك وتحقيق تقدم متواصل.
قبل بدء البحث عن الموظفين، من الضروري تحديد الأدوار المطلوبة وعدد الموظفين بدقة. فالتغييرات الكبرى مثل دخول أسواق جديدة، إطلاق منتجات، أو خطط إعادة الهيكلة تؤثر مباشرة على احتياجات التوظيف.
تحديد أهداف دقيقة لكل دور وظيفي هو الأساس. فهو يساعد على وضوح المسؤوليات وتوقع النتائج المرجوة على مستوى التواصل والتعاون والإنتاجية.
ابدأ بكتابة وصف وظيفي متكامل يوضح المهام المطلوبة ويستقطب المرشحين الأنسب. ينبغي أن يتضمن:
المسؤوليات والمهام الأساسية
مستوى الخبرة المطلوب، سواء عبر شهادات تخصصية أو خبرات عملية مثل إجادة أنظمة CRM، أو الكفاءة في أدوات التواصل وإدارة المشاريع.
المهارات الشخصية الضرورية للعمل عن بُعد مثل الاستقلالية، التعاون، حل المشكلات، التفكير النقدي، إدارة الوقت، والقدرة على التواصل بوضوح كتابيًا وشفهيًا.
ولا تنسَ إبراز ثقافة شركتك وما تقدمه من فرص للتطور المهني. فهذا يمنح المرشحين تصورًا واقعيًا، ودافعًا للانضمام إلى فريقك.
يمكنك البحث عبر منصات التواصل المهني مثل LinkedIn وX، أو الانخراط في المجتمعات الرقمية المتخصصة. لكن هذه الطرق غالبًا تستهلك وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا.
لهذا، تبقى منصات التوظيف المتخصصة مثل منصة بعيد خيارك الأسرع والأكثر فعالية. فهي توفر قاعدة واسعة من أفضل الكفاءات في مختلف المجالات.
أنشئ حسابًا لشركتك يوضح قيمها ورؤيتها لجذب المرشحين.
أرسل دعوات مباشرة إلى الأشخاص المؤهلين.
كما توفر المنصة خدمة التوظيف للشركات، إذ يتولى فريق من خبراء التوظيف إدارة العملية كاملة: من فهم احتياجات شركتك وصياغة الإعلان، مرورًا بفرز الطلبات وإجراء المقابلات، وصولًا إلى ترشيح الأنسب. هذه الخدمة تضمن جودة التوظيف، وتقلل معدل دوران الموظفين، وتجنب شركتك تكاليف قرارات التوظيف الغير دقيقة.
السيرة الذاتية وحدها لا تكفي. تحتاج أيضًا إلى تقييم الملاءمة الثقافية، فهي عنصر فارق في استمرارية الموظف واندماجه في الفريق.
خلال المقابلات، ناقش قيم شركتك، واطلب من المرشحين مشاركة تجارب سابقة توضح مدى توافقهم معها. ابحث عن صفات أساسية مثل الاستقلالية، المبادرة، والقدرة على التعاون.
للتعمق أكثر، اطرح أسئلة عملية مثل:
ماذا ستفعل إذا أسأت فهم مهمة؟ أعطِ مثالًا.
ما أصعب تحدٍ واجهته في عملك السابق، وكيف تعاملت معه؟
صف موقفًا اضطررت فيه لإدارة وقتك بفعالية لإتمام مهمة معقدة.
كيف تعاملت عندما اضطررت للتعاون مع شخصية مختلفة عنك تمامًا؟
بعد ذلك، اختبر الجانب العملي عبر تنفيذ اختبار عملي يحاكي مهمة ضمن نطاق الوظيفة المطلوبة. هذا يمنحك رؤية واضحة حول قدرته على حل المشكلات، الالتزام بالجودة، وإدارة وقته بفعالية. الانتباه إلى دقة الحل، سرعة الإنجاز، ووضوح التواصل يجعل التقييم موضوعي.
وأخيرًا، إذا أثبت المرشح كفاءته، قدّم له عرضًا وظيفيًا عادلًا يعكس خبرته ويتماشى مع متوسط الرواتب في مجاله ونطاقه الجغرافي.
مرحلة الإعداد Onboarding هي من أهم العوامل المؤثرة في نجاح الموظف واستمراره. هي الانطباع الأول عن شركتك، وتحدد مستوى اندماجه على المدى الطويل.
ابدأ بمشاركة المستندات الرقمية مثل العقود، اتفاقيات عدم الإفصاح، سياسات العمل، وإجراءات الفريق. ثم زوده بالأدوات والبرامج اللازمة، مع تقديم الدعم منذ اليوم الأول.
في هذه المرحلة، طبّق خطة الـ 90 يومًا لتسريع اندماجه. يمكنك تقسيمها على النحو التالي:
الأيام الـ 30 الأولى: التعرف على الشركة، واستيعاب طريقة عمل الفريق، إلى جانب بناء العلاقات.
الشهر الثاني: الانتقال من الاستيعاب إلى التطبيق، والمشاركة في التخطيط، وتنفيذ مهام أساسية.
الشهر الثالث: رفع مستوى الأداء والتواصل، مع تقييم إنجازاته ومساهمته الفعلية في الأهداف المشتركة.
مع الاهتمام بدمج الموظف في بيئة العمل منذ اليوم الأول وجعله يشعر أنه جزء أساسي من شركتك، وأن عمله مرتبط بشكل مباشر بأهدافها.
في النهاية، لا يعتمد الحصول على الموظفين الملائمين على ضخامة الميزانية أو بعمليات توظيف معقدة، بل على وضوح ما تحتاجه حقًا، والصدق في عرض واقع العمل. وبذلك تنجح في جذب الأشخاص الذين يتوافقون مع ثقافتك وقيمك.
جميع الحقوق محفوظة © موقع رقمنها